تمكن فريق من باحثي المعهد الوطني للبحث الزراعي من ابتكار وتسجيل صنفين جديدين متميزين من السلجم (الكولزا) بالسجل الرسمي تحت قن INRA-CZSyn1 و INRA-CZSyn3. وينضاف هذان الصنفان لسابقيهما « نرجس » و »مفيدة »، السلالتين النقيتين المسجلتين منذ سنتي 2008 و2009 من طرف نفس الفريق الذي يرأسه الدكتور عبدالغني النبلوسي، منسق وحدة البحث العلمية لتحسين النباتات وحفظ الموارد الجينية النباتية بالمركز الجهوي للبحث الزراعي لمكناس.
ويتميز الصنفان الجديدان بكونهما صنفين مركبين يتوفران على قدرة تأقلم أكثر تقدما، من السلالة ومن الهجين، مع الظروف الطبيعية الصعبة المرتبطة بالتغيرات المناخية التي يتزايد تأثيرها على بلادنا. ومن خاصيات INRA-CZSyn1 و INRA-CZSyn3 أنهما صنفان نصف-بكريين لدى الإزهار، يعطيان إنتاجا عاليا من الحب يتجاوز في متوسطه 24 قنطارا في الهكتار مع محتوى من الزيت للحبة يفوق 45%. كما أن الزيت المستخلص خال من حمض الإيروسيك والثفل يحتوي على نسبة جد منخفضة من الكلوكوزينولات. لذا ينصح باستعمال هذين الصنفين في كل مناطق زراعة السلجم بالمغرب في كل من الغرب، اللكوس، سايس وزعير.
هذا وقد وقع د. عبدالغني النبلوسي كتابا ضمن منشورات المعهد الوطني للبحث الزراعي تحت عنوان « التحسين الوراثي للسلجم: الرهانات والمكتسبات من أجل تنمية مستدامة للسلسلة » (باللغة الفرنسية). يعتبر هذا الإصدار الحديث مرجعا علميا للباحثين والمهنيين حيث يلخص أهم الرهانات والمكتسبات في مجال التحسين الوراثي للسلجم كما يقدم البرنامج البحثي المتبع في هذا المجال، منذ أكثر من عشرين سنة، بالمعهد الوطني للبحث الزراعي. ويشار هنا إلى التنويه الكبير بهذه البحوث في شخص د. عبدالغني النبلوسي الذي حصل على المرتبة الثانية لجائزة الحسن الثاني الكبرى عن البحث والاختراع في المجال الفلاحي (الدورة 9/2015 – صنف العلوم والتكنلوجيا المتقدمة).
يذكر أن المعهد الوطني للبحث الزراعي منخرط في مسار النهوض بسلسلة النباتات الزيتية عبر إعمال استراتيجية بحثية مبنية على تنويع وإغناء هذه الزراعات وخصوصا مصادرها الوراثية بهدف تطوير أصناف محسنة واقتراح تقنيات زراعية ملائمة تتجاوب مع مبادئ التنمية المستدامة وحماية البيئة. وبخصوص مصاحبة البرنامج-العقد لسلسة النباتات الزيتية يتوفر البحث الزراعي على مصادر وراثية غنية للسلجم وعباد الشمس كما تم ابتكار عدة أصناف منتجة وملائمة وذات جودة عالية. ويهتم البحث أيضا بإدخال ودراسة مصادر وراثية لمزروعات زيتية شديدة التحمل مثل القرطم والخردل الاثيوبي والخردل الهندي وبذرة اللفت والتي بإمكانها أن توفر بدائل واعدة في سياق التغيرات المناخية المتمثلة في تواتر الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.